PopAds.net - The Best Popunder Adnetwork تعريف القصة القصيرة.

تعريف القصة القصيرة.

تعريف القصة القصيرة.
تعريف القصة القصيرة.

تعريف القصة القصيرة 

بقلم: أحمد فؤاد الهادي

تعتبر القصة القصيرة من أبرز أشكال الأدب التي تحمل في طياتها سحر
الكلمة المختصرة وفن السرد المكثف. إنها
مدخل إلى عوالم خيالية متنوعة، حيث يتم تجسيد الأفكار والمشاعر بأسلوب فني يأسر القارئ ويأخذه في رحلة فريدة.

دعونا نستكشف معًا جماليات وجوانب القصة القصيرة.

 وأهم مايميز القصة القصيرة أنها تعالج أحداثا محدودة أوحدثا واحدا وقع في مكان واحد وزمن محدود غير ممتد وشخوصها قليلة جدا وقد يكون شخصية واحدة، والكاتب من خلال هذه المكونات يعبر عن فكرته التي يهدف توصيلها للقارئ وبالتالي للمجتمع.

وتتناول القصة كافة المواضيع الاجتماعية والسياسية والفكرية
والفلسفية وتقيم حسب نجاح الكاتب في ترجمة أحاسيسه وفكرته بأسلوب تدركه الفئة التي يستهدفها من القراء.

القصة هي فن التلخيص والحذف:

القصة القصيرة تعتمد بشكل أساسي على فن التلخيص والحذف مع الحفاظ على المضمون، حيث يتعين على الكاتب نقل الفكرة الرئيسية وإبراز الشخصيات في إطار زمني محدود، يكمن جمال هذا الفن في قدرة الكاتب على خلق عالم متكامل في صفحات قليلة، مما يترك للقارئ المجال للاستنتاج والتأمل والتأويل أيضا.

الشخصيات الواقعية والتطور:

رغم قلة عدد الصفحات، تبهر القصة القصيرة بقدرتها على تقديم شخصيات واقعية ومعقدة، فعلى الكاتب أن يختار كلماته بعناية ليكسب لكل شخصية هويتها الفريدة، ويظهر تطورها في وقت قصيرمما يضيف عمقًا للقصة ويجعل القارئ يشعر بالتفاعل مع الشخصيات.

الهيكل والتسلسل الزمني:

تتميز القصة القصيرة بالتسلسل السردي الذي يأخذ القارئ في رحلة مشوقة (خط درامي) حيث يجسّد الهيكل السردي تنظيم الأحداث بشكل متناسق، مما يسهم في خلق التوتر والتشويق ويجعل القصة مثيرة وملهمة.

الرمزية والرسائل الخافية:

على الرغم من صغر حجمها، تحمل القصة القصيرة في طياتها غالبًا رموزًا ورسائلًا عميقة، فمتاح للكتّاب استخدام اللغة بشكل مباشر أو غير مباشر للتعبير عن مفاهيم أو قضايا تترك انطباعًا دائمًا في أذهان القرّاء.

الترميز والتلغيز في كتابة القصة:

يعتبر الكتاب - خاصةً كتاب القصة – أن لديهم مجالًا خصبًا لاستخدام
التقنيات الأدبية المتقدمة، ومن بين هذه التقنيات يبرز الترميز والتلغيز كأساليب رائعة للتعبير عن المعاني والأفكار بطرق مبتكرة، ويتمثل الرمز في استخدام علامات أو رموز للدلالة على شيء آخر.

 في حين يشير التلغيز إلى استخدام لغة مباشرة تحمل معنى مستتر أو مستعار. في هذا المقال، سنستكشف هاتين التقنيتين في سياق كتابة القصة.

تعريف الرمز في اللغة العربية:

يُعرَّف الرمز في اللغة العربية بأنه علامة تُستخدم للإشارة إلى شيء غير المعنى المباشر للكلمة أو العبارة، ويمكن أن يكون هذا الشيء حقيقيًا أو مجازيًا. يتيح الرمز في اللغة إضفاء طابع إيحائي على النصوص، ما
يعزز فهم القارئ للمضمون بشكل عميق
.

مفهوم الرمز في الأدب:

في سياق الأدب، يُستخدم الرمز لنقل معانٍ غير مباشرة ولإضفاء طابع إضافي على النص. يعمل الكتّاب على استخدام الرموز لتعميق مفهوم القصة وتعقيد مضمونها. يمكن أن يكون الرمز عبارة عن إشارة لوجود خفي أو أحداث مستقبلية، وذلك لإثارة فضول القارئ.

أنواع الرمز:.     

1. الرمز اللفظي:       

يتعلق بالكلمات والعبارات التي تحمل معانٍ مستترة.

2. الرمز البصري:       

يستخدم الصور والألوان لنقل مفاهيم وأفكار.     

3. الرمز الحركي:       

يرتبط بالحركة والأفعال التي تحمل دلالات إضافية.

ومايهمنا هنا هو مايتعلق بالكتابة الأدبية، أي الرمز للفظي.

أمثلة على الرمز في اللغة العربية:1.     

1. الورد:

قد يرمز الورد في القصص العربية إلى الحب والجمال.

2. الطائر الحر:

3. يُستخدم الطائر الحر كرمز للحرية والتحرر في الأدب.

4.اللون الأحمر:       

يُستخدم في بعض الأحيان كرمز للخطر أو العاطفة الشديدة.

تعريف التلغيز:

يعتبر التلغيز وسيلة أخرى للتعبير المباشر عن المعاني، حيث يُستخدم
لغة صريحة للدلالة على مفاهيم مختلفة. 

يعتمد التلغيز على تركيب الجمل واختيار الكلمات بشكل يسهل على القارئ من خلاله فهم الرسالة المقصودة، أي أن يكون قابلا لفك شفرته والتوصل لما يشير إليه حتى يؤدي ألى الغرض المقصود منه.

الاحترافية في التلغيز والتكثيف:

من المسلم به أن الكاتب لا يكتب لنفسه، ولكن يكتب حتى يقرأ الآخرون،
وهؤلاء الآخرون ليسوا ملزمين من أي جهة قضائية أن يقرأوا ما كتبه كاتب ما أيا كانت طريقته في الكتابة
.

فالكاتب الذي يعتقد أنه بذكائه سيشقي القارئ وبجعله يلهث ويضطر أن يعيد قراءة كل فقرة عدة مرات على أمل أن يصل لمبتغى الكاتب من كتابته، ثم يعود من حيث بدأ دون حصيلة، فهذا كاتب لنفسه، فهنيئا له بما كتب، وليترك الناس يقرأون ما يمتعهم ويثقفهم ويسليهم أيضا.

فكاتب يتعمد في سرده خلط شخوص قصته بالتلاعب بالضمائر حتى يرتبك القارئ ويعاود قراءة ما قرأ باحثا عمن يرجع عليه هذا الضمير أو ذاك، مبتعدا عن متابعة القص والاستمتاع بالحبكة والتشوق للنهاية، ولو أن هذا الكاتب يجيد شيئا من هذه الأشياء لاستخدمها ولشعر بها القارئ.

 فإذا لم تكن كتابتك – أيا كانت طريقتك وفلسفتك ومبرراتك – تنقل ما بداخلك إلى القارئ، فعليك مراجعة طريقتك وأسلوبك بلا تكبر ولا عنت، والقارئ يستشعر شخصية الكاتب حتى لو لم يقرأ له من قبل، فيميز بين الكاتب الذي يتعالى على القارئ فيعمد إلى التعبيرات الملغزة والكلمات المعجمية أوغير الشائعة.

كذلك فإن استخدام الكاتب لتراكيب تثير ارتبكا لدى القارئ حتى يطيح بالكاتب وكتابته بعيدا، والكاتب الحصيف يحترم القارئ فيأتي أسلوبه سهلا وسرده سلسا ومفرداته لا غرابة فيها، فتنشأ علاقة طيبة بينه وبين القارئ تكون جسرا بين الكاتب والقارئ تمر خلاله الأحاسيس والأفكار، وتتحقق متعة القراءة.

أما التكثيف، فهو الحجة التي اتخذها الكثيرون لتقويض القصة وإنتاج
مشوهات ينسبونها ظلما لصنوف أدبية يرونها سهلة المنال، ولعل أشهر الصنوف الأدبية: الومضة القصصية والقصة القصيرة جدا، فتخرج علينا نصوص لا معنى لها ولا طعم.

وإذا كانوا في الشعر يقولون: المعنى في بطن الشاعر، فقد اختلف الأمر هنا، فالمعنى في بطن الأرض، نصوص لابد أن يصاحبها كتيب بكيفية الاستخدام يشمل الأسرار الدفينة التي حجبها الكاتب حتى يشقي كل من يحاول قراءة نصه.

والومضة القصصية والقصة القصيرة جدا لكل منهما ضوابطها وأصولها التي لابد من توافرها، فكل منهما ليست مجرد كلمات قليلة ومعقدة فحسب!

فيجب أن يكون استخدام الترميز والتلغيز في كتابة القصة فنا يمكنه
إضفاء لمسة فنية خاصة وإغناء المحتوى بعمق. يمنح الرمز القارئ فرصة لاكتشاف المعاني المستترة، بينما يُسهم التلغيز في تعزيز التواصل المباشر. 

هذه التقنيات تعتبر جسرًا فنيًا يربط بين الكتّاب والقرّاء، ما يجعل قراءة القصة تجربة ذهنية غنية ومثيرة.

ختام:

هذا في عجالة حديث عن القصة، نعم فالقصة هي تلك التي يطلقون عليها "القصة القصيرة" فليس هناك قصة طويلة حتى يكون هناك قصة قصيرة، بل هناك قصة ورواية، ويتم تمييز كل منهما بعدد الشخصيات والمدى الزمني والجغرافي للأحداث وكذلك كثافة وتعدد الأحداث التي تدور حولها.

الرئيسية


Comments