PopAds.net - The Best Popunder Adnetwork أحلام العصافير

أحلام العصافير

     
أحلام العصافير


بدت السماء صافية تماما، فالربيع يدق أبواب الكون، والشمس ترقبه، وقد بدأت الزهور التى لازالت مختبئة فى براعمها استعدادها للانطلاق ببديع ألوانها وطيب شذاها، أما تلك المسكينة فلم تكن ترى من جمال الكون شيئا بعدما سقط خليلها صريعا أمام عينيها، تحلق فى الفضاء بلا هدف، تبحث عمن تعلم أنه لن يعود، لقد توقفت عن جمع أعواد القش الرقيقة، لم تعد بحاجة إلى العش الذى طالما حلمت به، بل إنها لاتريد طعاما ولا شرابا، وهاهى تهبط كالة على هذا الفرع المنزوى من تلك الشجرة العجوز، حيث كان اللقاء الأول والذى تعددت بعده اللقاءات، نفس الفرع الذى جمعهما يوم أن قنصه الصياد المراهق، لاتدرى سر هذا العداء، كانت تتساءل دائما: لماذا قتله؟ لقد تركه على الأرض صريعا ومضى! أهى مجرد رغبة فى القتل فحسب؟ أم تراه الحقد على من يعيش الحب الذى لم يصادفه هذا الفتى؟

أطرقت برأسها الصغير وهى لاتدرى ماذا بعد، ترامى إلى سمعها جدل ونقاش بين الجالسين على الأريكة العتيقة فى ظل الشجرة، رجل يسترضى زوجته العنيدة ويزين لها العودة إلى بيتهما وأبنائهما، وهى ترفض فى صلف، لقد زين لها الشيطان أمرا لو كشفته لعرف سر إصرارها على الرحيل، تمنت الواقفة على أفنان الشجر لو أن لديها سلاحا كهذا الذى يملكه الصياد فتقتل تلك الشاردة، طارت من غصن إلى غصن حتى استقرت على هذا الواقع فوق رأس العنيدة تماما، أرسلت إليها رسالة سقطت على رأسها، ارتبكت ورفعت رأسها لتنظر من الراسل، فعاجلتها بثانية التصقت بعينها، تملكها الغيظ عندما انفجر الرجل ضاحكا، مد يده ليصحبها قائما، مضت معه وكأنها قد أفاقت من غفوتها، فرغ العالم ثانية إلا منها، حملت الذكرى الأليمة وتابعت التحليق بحثا عن الأمل المفقود.

الرئيسية / قصص 

Comments