PopAds.net - The Best Popunder Adnetwork ماهي الومضة القصصية؟

ماهي الومضة القصصية؟

ماهي الومضة القصصية؟
ماهي الومضة القصصية؟

ليس المقصود بالومضة القصصية عبارة تحمل حكمة أو عظة أو مثلا، ولكن يقصد بها صنف أدبي له شروطه وصفاته وطريقته، وفي عجالة نفول:

إن المعنى اللغوي لكلمة "ومضة" يوحي بأنها برقة من ضوء مبهر يظهر بغتة ثم لا يلبث أن يختفي تاركا أثره في العيون والصدور. وهكذا هي الومضة القصصية، تحدث إبهارا سريعا بما يحتويه عنوانها ومتنها وما يكون عليه بناؤها وما يبدعه كاتبها من حسن اختياره لمفرداتها وما يبديه من حرفية يحقق بها الإبهار المتبوع بنهاية مباغتة ومدهشة وغير متوقعة.

ولعل التكثيف هو العنصر الذي يرجع إليه اختيار مسمى الومضة، وهو يتطلب من الكاتب سعة الأفق والثراء اللغوي وحرفية بناء النص الأدبي المعبر والموحى مستخدما كلمات محدودة دون مساس بالمعنى الذي يستهدفه. 

ومن صفات الومضة القصصية أيضا أن يأتي شطرها الثاني مباغتا وغير متوقع لما أخبر به شطرها الأول، إلا أن كونه مباغتا لا يبعده عن إمكانية تحققه في الواقع.

والترقيم شئ أساسي وله مدلوله فى نص الومضة، فتوضع النقطتان الرأسيتان بعد العنوان و بدون
فاصل بينهما وبين الكلام، والفاصلة المنقوطة بين شطري الومضة، والنقطة في نهايتها
.

أما مدلول الومضة أو حكايتها التي توحي بها لقارئها فإنها تختلف من قارئ إلى آخر لنفس الومضة، فهي فقط تشعل فتيل الفكر والخيال فينسج منها كل قارئ نسيجا قد يختلف أو يتفق مع غيره، ولكنها في النهاية تكون قابلة لكل الرؤى ومعبرة عنها حتى تلك التي لم ترد ببال كاتبها نفسه. 

وقد يخيل للقارئ أن رؤياه هي المقصد الوحيد من النص، ولكنه في ذات الوقت يؤيد وبلا جدال رؤى أخرى رآها غيره لنفس الومضة.

والومضة مثلها مثل كل صنوف الآداب والفنون، وسيلة للتعبير عن مختلف المواقف والأحداث والمشاعر التي يتعرض لها البشر ويتأثرون بها ويؤثرون فيها، ويحوي سياقها وفحواها أحداثا وحكما وعبرا ودروسا يستقبلها كل قارئ طبقا لذائقته الخاصة.

نماذج من الومضة القصصية (من كتابي: ذئب وجكايات في ومضات) والتي تقع كل منها فيما لا
يزيد عن ثماني كلمات
:

- حظ: هَزَ بجِذعِ النَخلةِ تَسَاقطَ عَليهِ سَعَفُها.

- فشل: أصر على إصلاح عيوبها؛ صارت عيبه الوحيد.

- غَادِرة: أسكنها حدائق قلبه؛ زرعتها زقوما.

- خِسة: طَعِمُوا وليمَتَه؛ مسحوا أيديهم في سيرته.

- لص: قَطَعُوا يَمِينَهُ حداً؛ سَرَقَ سَيفَهم بشِمَاله.

- أب: انتظرهم بالعيديّة؛ لم يطرق بابه أحدٌ.

- حفيد: كلما لَمَحَ دمعة جَدِه؛ أعطاه لعبته.

ونلاحظ هنا التزام الكاتب بمقومات الومضة القصصية وتحقيقها فيما لايزيد عن ثمان كلمات أحسن اختيارها متجنبا المفردات المعجمية ومحققا بها فكرته، وفي جميع الومضات نلاحظ علاقة الشطر الثاني بالشطرالأول، وأنه وارد الحدوث وليس غريبا عنه إلا أنه يحقق النهاية المدهشة التي قد لايتوقعها القارئ.

ومن نقاط القوة في كتابة الومضة القصصية أن تكون قابلة للتأويل، فيراها كل قارئ من زاويته ولكنها تظل صحيحة ومبهره في كل التأويلات المنطقية. 

والومضة القصصية كأي قصة: تبدأ بعنوان غير كاشف للمحتوى ثم إثارة لفكرتها في الشطر الأول ثم يأتي شطرها الثاني مكملا لخط درامي غير مكتوب ولكنه يضئ في ذهن القارئ الذي يفاجأ بنهاية مدهشة لم يكن يتوقعها فتكتمل لدية حكاية كثيرا ماتختلف من قارئ إلى آخر.

لذلك فإنه من اليسير لمن لديه ملكة الإبداع الأدبي أن يصنع من كل ومضة جيدة قصة تحوي شخوصا وأمكنة وأزمنة تربطهم أحداث عديدة من خلال خط درامي يؤدي من خلال حبكة السرد إلى عقدة ثم يتابع  فى طريق حلها حتى يصنع النهاية.

الرئيسية

Comments